الاجتماعية والثقافيةالدراسات البحثية

فاعلية توظيف التليجرام في دعم المحتوى والسردية الفلسطينية أبان الحرب على غزة

The Effectiveness of Using Telegram to Support Palestinian Content and Narrative During the War on Gaza

اعداد : تحرير فايق سلام اسبيتان – باحثة دكتوراة في العلاقات العامة والتواصل  والإعلام –  قسم الإعلام والإتصال- كلية الدراسات العليا- الجامعة العربية الأمريكية-  رام الله، فلسطين

المركز الديمقراطي العربي : –

  • مجلة مؤشر للدراسات الاستطلاعية  : العدد الثامن عشر حزيران – يونيو 2025 , مجلد 5 , دورية علمية محكمة تصدر عن  #المركز_الديمقراطي_العربي  “ألمانيا –برلين” في التعاون مع مركز مؤشر للدراسات الاستطلاعية.
  • تعنى بنشر نتائج البحوث الاستطلاعية في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية , تصدر بشكل دوري  ولها هيئة علمية دولية فاعلة تشرف على عملها وتشمل مجموعة كبيرة لأفضل الأكاديميين من عدة دول ، حيث تشرف على تحكيم الأبحاث الواردة إلى المجلة . وتستند المجلة  إلى ميثاق أخلاقي لقواعد النشر فيها، و إلى لائحة داخلية تنظّم عمل التحكيم ، كما تعتمد “مجلة مؤشر للدراسات الاستطلاعية” في انتقاء محتويات أعدادها المواصفات الشكلية والموضوعية للمجلات الدولية المحكّمة.

Nationales ISSN-Zentrum für Deutschland
ISSN 2701-9233
Journal index of exploratory studies

 

للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-

https://democraticac.de/wp-content/uploads/2025/06/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%A4%D8%B4%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%B4%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%E2%80%93-%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88-2025.pdf

الملخص

هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن فاعلية تليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية من خلال اتباع المنهج الوصفي التحليلي، ولجأت الباحثة إلى الاستبانة الموزعة لعينة عشوائية من الشباب الفلسطيني المستخدم والمتابع للتليجرام تصل إلى (100) مفردة.

توصلت النتائج إلى أن الشباب الفلسطيني يستخدمون التليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية بنسبة 82.8%، وساعد ذلك بشكل فعال في حماية المحتوى الفلسطيني من الحذف والتقييد، ومواجهة الرواية الإسرائيلية والدعاية الهادفة لشيطنة المقاومة، وتزييف الحقائق التاريخية والآنية المتعلقة بالحرب على غزة.

وأوصت الدراسة في قنوات في التيليجرام لتناقل الأخبار التي تعزز السردية الفلسطينية، وتشجيع المواطنين على عملية النشر والمشاركة في التيليجرام أكثر من مجرد المتابعة، وتنظيم محتوى التيليجرام ليكون مخاطباً دولياً وقادراً على حشد الرأي العام لصالح القضية الفلسطينية، وإجراء إجراء دراسات في كيفية إستخدام التيليجرام لدعم الرواية الفلسطينية بشكل مفصل.

Abstract

This study aimed to reveal the effectiveness of Telegram in supporting Palestinian content and enhancing the Palestinian narrative by following the descriptive analytical approach. The researcher resorted to a questionnaire distributed to a random sample of Palestinian youth who use and follow Telegram, reaching (100) individuals. The results showed that Palestinian youth use Telegram to support Palestinian content and enhance the Palestinian narrative by 82.8%. This effectively helped in protecting Palestinian content from deletion and restriction and confronting the Israeli narrative and propaganda aimed at demonizing the resistance and falsifying historical and current facts related to the war on Gaza.

The study recommended creating channels on Telegram to share news that reinforces the Palestinian narrative, encouraging citizens to publish and participate in Telegram more than just following, organizing Telegram content to be internationally accessible and able to mobilize public opinion in favor of the Palestinian cause, and conducting studies on how to use Telegram to support the Palestinian narrative in detail.

المقدمة:

شكلت مواقع التواصل الاجتماعي فضاءً مفتوحاً لنقل الأخبار والمعلومات بين روادها، ووفرت العديد من الخدمات التي تتيح لمستخدمها تبادل المعلومات والأخبار دون قيود، بسبب خصائصها التي تتمثل في الإنفتاح والمشاركة والتواصل، وتشجع على التعليقات، وتبادل المعلومات، والتفاعل مع الحدث، والأخبار، والمعلومات المعروضة، وإتاحة الفرصة للجميع لبث الأخبار والمعلومات وهو الأمر الذي زاد من جاذبيتها للرواد الذين باتوا يعتمدون عليها في تناقل المعلومات، وتبادلها، وبثها للجمهور (السيد، 2017).

وقد ساعدت هذه الخصائص في توظيفها في أغراض عدة، خاصةً وأنها تجمع الناس ضمن إهتمامات مشتركة، ومن بين هذه الإهتمامات الأخبار والتطورات والأحداث، حتى أصبحت هذه المواقع مصدراً هاماً للأخبار السياسة والثقافية والإجتماعية والرياضية والفنية، وهو الأمر الذي دفع الكثير للإعتماد عليها كذلك كمصدر للمعلومات (صفوري، 2021) ومن بين هذه الوسائل التيليجرام.

ويعتبر التيليجرام من أهم مواقع التواصل الاجتماعي الذي يمتلك تأثيراً كبيراً في إثارة القضايا وطرحها، ويسهل كثيراً على المواطنين نشر العديد من القضايا ضمن قنوات متخصصة، وهو الأمر الذي جعل الفلسطينيين يستخدمونها كأداة مهمة للتواصل وتناقل الأخبار في ظل الحرب الأخيرة على غزة.

ويعرف التيليجرام بأنه تطبيق مراسلة مجاني يسمح للمستخدم بالتواصل مع الآخرين بشكل آمن وسريع، ويعتمد على التخزين السحابي، كما أنه من أكثر تطبيقات المراسلة أماناً وتشفيراً، حيث يحتوي على العديد من الميزات التي تحمي الخصوصية، على عكس التطبيقات الأخرى، ويتميز التطبيق بسهولة استخدامه حيث يمكن من خلال إرسال واستقبال الرسائل النصية، الصور والمقاطع المرئية، والصوتية، والملفات، بجميع أنواعها، مع إمكانية إنشاء قنوات أو مجموعات (السحيم، 2021، ص 39).

وقد أوضحت دراسة قرط (2024) أن تطبيق المحادثة الروسي، تلغرام، يشهد إقبالاً ملحوظاً لدى الشبان الفلسطينيين، ومنذ أن بدأت الضفة الغربية تشهد تصاعداً في حالة المقاومة وفي الاقتحامات الممنهجة والاستهداف من جانب قوات الاحتلال، أخذ تطبيق تلغرام يحظى بشعبية متزايدة في صفوف الشبان الفلسطينيين، ولا سيما أنه لا يخضع للرقابة نفسها التي تخضع لها التطبيقات الأُخرى، وتحديداً التابعة لشركة ميتا، فهو لا يفرض قيوداً على المحتوى الفلسطيني كغيره من منصات التواصل الاجتماعي.

1.الإطار العام للبحث

1.1. مشكلة الدراسة

على الرغم من أهمية التليجرام كوسيلة لتناقل الأخبار والمعلومات دون مراقبة وقيود كما الفيس بوك، إلا أنه كذلك مفتوح على الجهة الأخرى فقد وظف الجنود الإسرائيليين كذلك التيليجرام لدعم الرواية الإسرائيلية والتحريض على الفلسطينيين، وهو ما يجعله ساحة أخرى لمعركة افتراضية، مليئة بالتحديات، ويطرح التساؤل عن فاعلية التليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز الرواية الفلسطينية خلال الحرب على غزة.

وبالتالي تكمن مشكلة الدراسة في معرفة كيفية توظيف التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني والسردية الفلسطينية في ظل الحرب الاخيرة على غزة.

2.1. أهمية الدراسة

  • الأهمية النظرية: تتمثل أهمية الدراسة في كونها من الدراسات النادرة التي تتحدث عن توظيف التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية في الحرب الأخيرة على غزة، وبالتالي تمثل إضافة علمية لبحوث الإعلام والإجتماع والعلاقات العامة.
  • الأهمية التطبيقية: تتمثل أهمية الدراسة في تسليط الضوء على آليات توظيف التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني، وتقييم هذه الآليات، لمعالجة الإشكاليات والتحديات التي يواجهها الشباب في هذا المجال، ما يفيد المجتمع الفلسطيني في دعم المحتوى والسردية الفلسطينية.

3.1. أهداف الدراسة

إنّ الهدف الرئيس لهذه الدراسة هو تسليط الضوء على كيفية توظيف التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني والسردية الفلسطينية في ظل الحرب الأخيرة على غزة. ينبثق عنه الأهداف الفرعية الآتية:

  • معرفة مدى استخدامات الشباب الفلسطيني للتيليجرام في ظل الحرب الأخيرة على غزة.
  • تحديد مدى فاعلية التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني في ظل الحرب على غزة.
  • معرفة طبيعة المعلومات والأخبار التي يتناقلها الشباب الفلسطيني في التيليجرام في الحرب الأخيرة على غزة.

4.1. تساؤلات الدراسة

إنّ الهدف الرئيس لهذه الدراسة هو كيف يتم توظيف التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني والسردية الفلسطينية في ظل الحرب الاخيرة على غزة؟. ينبثق عنه التساؤلات الفرعية الآتية:

  • ما استخدامات الشباب الفلسطيني للتيليجرام في ظل الحرب الأخيرة على غزة؟
  • ما فاعلية التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني في ظل الحرب على غزة؟
  • ما طبيعة المعلومات والأخبار التي يتناقلها الشباب الفلسطيني في التيليجرام في الحرب الأخيرة على غزة؟

5.1. حدود الدراسة

  • الحدود الموضوعية: فاعلية توظيف التليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية في ظل الحرب على غزة .
  • الحدود الزمانية: تم إجراء هذه الدراسة في الفترة من 01/10/2024 – 01/02/2025.
  • الحدود المكانية: موقع التيليجرام (منصات الخاصة بالقنوات الإخبارية غير الرسمية للشباب الفلسطيني، والقنوات الرسمية الفلسطينية).
  • الحدود البشرية: متابعو موقع التيليجرام ومستخدموه من الشباب الفلسطيني.
  1. الإطار النظري والدراسات السابقة

1.2. نظرية السردية

تشير كلمة السردية وفقاً لنظرية السردية الحديثة إلى ما نقدمه عن أنفسنا وعن الآخر بما يؤثر على إدراكنا نحو ما حولنا، فتعد مصدراً مهما ًللمعلومات حول كيفية فهم الناس للعلاقات المجتمعية المختلفة من أجل فهمنا للواقع، وهي استراتيجية أساسية للتصالح مع الوقت، وتقوم السردية على مجموعة سياقات ثقافية واجتماعية وتاريخية محددة، فالسرديات وسائل تعبيرية عن الذات والآخرين ويضعها في عملية تشكيل الهوية (العجماوي، 2024) وهو المفهوم الذي يتناوله هذا البحث.

حيث يمثل المحتوى الفلسطيني كل ما يتم تقديمه من قبل الفلسطينيين سواءً كتابة أو صور، أو فيديو، أو أي نوع آخر من الوسائط المتعددة على التليجرام في الحديث عن القضية الفلسطينية، والتي توظف لدعم السردية التي تمثل الرواية الفلسطينية وتساعد في الحفاظ على الهوية الفلسطينية، ومواجهة زيف وأكاذيب الرواية الإسرائيلية في ظل الحرب على غزة.

2.2. نظرية الإشباعات والإستخدامات

ترتكز نظرية الإشباعات والإستخدامات على مجموعة من الفرضيات تستند إلى تميز الجمهور بالمشاركة الإيجابية، ” أي أن أعضاء الجمهور هم مشاركون فعالون في عملية الاتصال الجماهيري، بعبارة أخرى أن الجمهور نشيط يربط بين احتياجاته وبين اختياره لوسائل الاتصال، بحيث يستخدم الوسائل التي تحقق أهداف مقصودة تلبي توقعاته” كما تؤكد النظرية على أن الجمهور هو الذي يستخدم وسائل الإعلام والاتصال، ويختار الرسائل التي تشبع حاجاته، فالأفراد هم الذين يستخدمون وسائل الاتصال وليست وسائل الإعلام والاتصال هي التي تستخدم الأفراد، فالفرد هو الذي يحدد ما الذي يستحوذ على اهتماماته وما الذي لا يمكن أن يحظى باهتمامه”،  أما الافتراض الثالث للنظرية فيرى أن ” استخدام وسائل الإعلام والاتصال يعبر عن الحاجات التي يدركها الجمهور ويتحكم في ذلك عوامل الفروق الفردية وعوامل التفاعل الاجتماعي وتنوع الحاجات باختلاف الأفراد” (مكاوي، 2004، ص 18).

وينطبق ذلك على موضوع الدراسة في أن الشباب الفلسطيني هو الذي يختار التيليجرام ويستخدمه وفقاً لاحتياجاته ورغباته، وبما يحقق ويلبي تطلعاته في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية.

3.2. الإعتماد على التيليجرام في ظل الحرب على غزة

شكل التيليجرام ثورة في طريقة تناقل الأخبار ومتابعتها، وتوفير العديد من طرق توصيل ونشر المعلومات والأخبار للجمهور بشكل سريع وفعال، وهو ثورة جدية في مجال المعلومات، والوصول السريع لها، وساهمت خصائصه المختلفة في انضمام جمهور ضخم لها، شكل قاعدة معلوماتية كبيرة، أثر قيامه بإنشاء صفحات متخصصة في مجالات عدة تسمح للمشاركين والمهتمين في نفس المجال أن يتواجدوا بها ، لتناقل المعلومات والحصول على كل جديد به (Nobari,2020).

وأكد قرط (2024) أن التيلجرام يسمح بتناقُل المرفقات من فيديوهات وصور تصنفها شركة ميتا “عنفاً” أو “تحريضاً”، وهو ما دفع  الشبان الفلسطينيون لاستخدام التطبيق لمتابعة قنوات مختصة برصد ومتابعة تحركات قوات الاحتلال والاقتحامات في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وللتواصل فيما بينهم، وقد ساهمت هذه الوسيلة في أحيان كثيرة في إنقاذ المطارَدين وتجهُّزهم واستعدادهم لصد اقتحامات قوات الاحتلال وإفشالها. ومع الوقت، بدأ التطبيق ينتشر في مختلف المناطق، وتزايد إنشاء قنوات متعددة تهدف إلى رصد تحركات الاحتلال في كل منطقة على حدة، ولا سيما في ظل نشاط مجموعات المقاومة في الضفة الغربية التي أنشأت بدورها قنوات خاصة بها، وأخذت تستخدم التطبيق كمنبر إعلامي تبث فيه بياناتها وفيديوهاتها ورسائلها إلى جمهورها من دون حجب أو رقابة عبر قنواتها الخاصة.

4.2. الدراسات السابقة

تناولت العديد من الدراسات السابقة توظيف التيليجرام في أغراض عدة ومن أهم هذه الدراسات الآتي:

هدفت دراسة العجماوي (2024) إلى الكشف عن استخدام التليجرام كأداة فاعلة في نشر السردية الفلسطينية 2024 قناة “غزة الآن” نموذجاً، وتقييم تجربة أداء المنصة الرقمية الروسية “تليجرام” خلال حرب 7 أكتوبر 2024، في ” توصيل وجهة النظر الفلسطينية بدلاً من المحاربة التي تتلقاها على المنصات الصهيونية والموالية للصهاينة. وتوصلت الدراسة إلى أن التيليجرام أداة فاعلة لنشر ما بالداخل الفلسطيني خاصة بين جموع المشتركين الذي زادوا الى 80 مليون مشاهدة خلال الحرب، وكذلك أساليب التفاعل التي يقوم بها الجمهور لتعزيز الرواية الفلسطينية.

وهدفت دراسة كيتسا (Kitsa,2024) إلى دراسة قنوات تيليجرام الإخبارية العالمية الشهيرة، وتأثيرها على المجتمع، وتم استطلاع آراء الجمهور أيضًا حول تجربتهم في استخدام قنوات تيليجرام الإخبارية ورأيهم حول مزايا وعيوب هذا الشكل الإعلامي، و وأظهرت نتائج الدراسة أن قنوات تيليجرام الإخبارية تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب الذين يبحثون عن الوصول السريع والمريح إلى المعلومات. ومع ذلك، كشفت الدراسة أيضًا عن مخاطر تقديم بعض قنوات الأخبار على Telegram معلومات متحيزة ومزيفة.

بينما تناولت دراسة جونزاليس ( Gonzales,2023) صعود تيليجرام في الصحافة، بالإضافة إلى الطريقة التي توزع بها وسائل الإعلام الإسبانية المعلومات وتنتجها وتستخدمها، فضلاً عن التفاعل مع الجمهور. ولتحقيق هذه الغاية، تم استخدام عينة استراتيجية، تنطبق نتائجها على الوسائط التي تم تحليلها. وتظهر نتائج هذا البحث أن ما يقرب من نصف الوسائط التي تم تحليلها تنتج محتوى وتعلم المستخدم دون مراعاة التفاعل، في حين تحاول وسائل أخرى الاقتراب من المستخدم بلغة غير رسمية وودودة، أو من خلال محتوى الوسائط المتعددة مثل مقاطع الفيديو والرموز التعبيرية وغيرها.

وبحث هاوارد وآخرون (Howard,et,al,2020) في تناقل التيليجرام للمعلومات والاخبار المضللة، واستخدمت الدراسة مجموعة بيانات مفتوحة المصدر لتحليل مصادر الأخبار باللغة الإنجليزية السائدة على قنوات تيليجرام العامة، وحجم جمهورها وكيف تنشر المعلومات على المنصة، وتوصلت الدراسة إلى أن مصادر الاخبار غير المرغوب فيها ثلث جميع المشاهدات على التيليجرام لابرز اثني عشر مصدراً للاخبار بما في ذلك الجارديات والديلي ميل.

وبذلك يمكن القول أن الدراسات السابقة اقتربت وبشكل كبير إلى هدف هذه الدراسة وخاصة العجماوي (2024) إلا أنها حددت قناة واحدة غزة الآن، أما هذه الدراسة فتهدف إلى توظيف التيليجرام بشكل عام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز سرديته.

  1. منهجية الدراسة

1.3. منهج الدراسة

استخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لدراسة العلاقة بين المتغيرات، ووصف درجة العلاقة بينها وصفاً كمياً، وهو الأنسب لهذه الدراسة ويحقق أهدافها بالشكل الذي يضمن الدقة والموضوعية.

2.3. مجتمع الدراسة وعينته:

تمثل مجتمع الدراسة في مستخدمي ومتابعي التيلجرام خلال الحرب على غزة في الضفة الغربية، واختارت الباحثة عينة عشوائية متاحة تتكون من (100) متابع ومتابع  كما في الجدول (1):

الجدول رقم (1): توزيع عينة الدراسة تبعاً لمتغيراتها المستقلة (ن=100)

المتغيرات المستقلة مستويات المتغير التكرار النسبة المئوية (%)
النوع الاجتماعي ذكر 84 84.0%
أنثى 16 16.0%
المجموع 100 100%
المؤهل العلمي ثانوية عامة فأقل 22 22.0%
بكالوريوس 71 71.0%
دراسات عليا 7 7.0%
المجموع 100 100%
 

السكن

مدينة 30 30.0
مخيم 62 62
قرية 8 8
المجموع 100 100%

3.3. أداة الدراسة

بعد إطلاع  الباحثة على عددٍ من الدراسات السابقة، والأدوات المستخدمة فيها قامت بتطوير إستبانة خاصة من أجل التعرف إلى آليات توظيف التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية خلال الحرب الأخيرة على غزة، وقد تكونت الإستبانة في صورتها النهائية من ثلاثة محاور: الأول تضمن بيانات أولية عن المفحوصين تمثلت النوع، السكن، المؤهل العلمي، والثاني هو أنماط إستخدام التيليجرام، والثالث هو فاعليته في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية.

4.3. صدق الأداة وثباتها

قامت الباحثة بعرض أداة البحث في صورته الأولية على المحكمين لإبداء آرائهم في مدى ملائمة العبارات لقياس ما وضعت لأجله، وأجرت التعديلات التي اتفق عليها معظم المحكمين، حيث خرجت الإستبانة في صورتها النهائية ليتم تطبيقها على عينة الدراسة.

وتم استخدام مقياس كرونباخ ألفا لتحديد درجة ثبات الأداة حيث بلغت نتيجة الاختبار (0.95) وهي نسبة كافية من الناحية الإحصائية للإستمرار في إجراءات البحث، وبذلك يكون قد تم التأكد من صدق وثبات إستبانة البحث.

5.3. تصميم الدراسة

اشتملت الدراسة على المتغيرات المستقلة والتابعة الآتية:

  • المتغير المستقل: توظيف التيليجرام.
  • المتغيرات الوسيطة: وتمثلت في المتغيرات الديموغرافية النوع الاجتماعي، والمؤهل العلمي، والسكن.
  • المتغير التابع: دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية.

6.3. المعالجات الإحصائية المستخدمة في الدراسة

من أجل معالجة البيانات استخدم برنامج الرزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS) وذلك باستخدام المعالجات الإحصائية المتمثلة في المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والنسب المئوية للإجابة عن أسئلة الدراسة، معادلة كرونباخ ألفا (Cronbach’s Alpha) لقياس الثبات.

  1. نتائج الدراسة ومناقشتها

بينت نتائج الدراسة أن معظم مستخدمي التيليجرام يتابعونه لست ساعات وأكثر بنسبة 53% كما يظهر في الجدول الآتي:

الجدول رقم (2) : متوسط ساعات استخدامك للتيليجرام يومياً

المتغيرات المستقلة مستويات المتغير التكرار النسبة المئوية (%)
 

ما متوسط ساعات استخدامك للتيجرام

من ساعة – اقل من 3 ساعات 8 8.0%
من 3 ساعات -اقل من 6 ساعات 39 39.0%
6 ساعات فاكثر 53 53.0%
المجموع 100 100%

أما طريقة استخدام التيليجرام فتتمثل فيما يلي:

الجدول رقم (3) : أنماط استخدام الشباب الفلسطيني للتيلجرام في ظل الحرب على غزة

المتغيرات المستقلة مستويات المتغير التكرار النسبة المئوية (%)
 

أنماط استخدام التيليجرام في ظل الحرب على غزة

نشر الأخبار والمعلومات 8 8.0%
متابعة أخبار الطرق والحواجز 8 8.0%
رصد ومتابعة تحركات قوات الاحتلال والاقتحامات 22 22.0%
دعم المحتوى الفلسطيني 32 32.0%
المجموع 100 100%

 

يتضح من الجدول السابق أن غالبية العينة تستخدم التيليجرام لدعم المحتوى الفلسطيني بنسبة 32% غالباً، ومن ثم بنسبة 22% رصد ومتابعة تحركات قوات الاحتلال والاقتحامات، ومن ثم بنسبة 8% للمشاركة في نشر الاخبار والمعلومات، ومتابعة أخبار الطرق والحواجز. وتفسر الباحثة ذلك في أن افراد العينة مقتنعون بأن التليجرام مساحة آمنة لدعم المحتوى الفلسطيني ومع ذلك لا يزال لديهم تخوفات من عملية النشر، ولكن يوجد مجموعات متخصصة لدعم المحتوى الفلسطيني فيه. أما عن فاعلية التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية  فظهرت النتائج كالآتي:

الجدول رقم (4) : فاعلية التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية

رقم الفقرة الفقرات متوسط الاستجابة الانحراف المعياري النسبة المئوية درجة الاستجابة
1 مساندة الرواية الفلسطينية فيما يتعلق بأحداث الحرب على غزة. 3.9470 .90766 78.9 مرتفعة
2 كشف زيف وادعاءات الاحتلال المتعلقة بالأحداث العسكرية في غزة. 4.0993 .79796 81.9 مرتفعة
3 فضح الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية ضد غزة والضفة. 4.0066 .80413 80.1 مرتفعة
4 الرد على الدعاية الإسرائيلية التي تستهدف شيطنة المقاومة في التليجرام. 4.0200 .73704 80.4 مرتفعة
5 تبادل المحتوى الفلسطيني وحمايته من الحذف أو التقييد. 4.0537 .73324 81.0 مرتفعة
6 تخصيص قنوات لنشر السردية التاريخية للشعب الفلسطيني. 4.0728 .69378 81.4 مرتفعة
7 حشد الرأي العام ضد الممارسات الاحتلالية في غزة والضفة. 4.0464 .88195 80.9 مرتفعة
8 تناقل المعلومات التي تساعد على التصدي للرواية الإسرائيلية. 4.1267 .70755 82.5 مرتفعة
9 توظيف الوسائط المتعددة لنشر المحتوى الفلسطيني. 4.2067 .62709 84.1 مرتفعة
10 تسليط الضوء على جرائم الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة عبر التليجرام. 4.1600 .64590 83.2 مرتفعة
الدرجة الكلية 4.1409 .85440 82.8 مرتفعة

المصدر: من إعداد الباحثة نتيجة التحليل الإحصائي  من خلال برنامج SPSS

يتضح من الجدول السابق أن فاعلية التيليجرام في تعزيز المحتوى الفلسطيني خلال الحرب على غزة مرتفعاً بنسبة (82.8%)، مساندة الرواية الفلسطينية وتخصيص قنوات لنشر السردية التاريخية الفلسطينية، وكشف زيف وادعاءات الاحتلال المتعلقة بالأحداث العسكرية في غزة، وفضح الانتهاكات والجرائم التي يمارسونها، وجرائم الإبادة الجماعية في غزة، والرد على الدعاية الإسرائيلية الهادفة لشيطنة المقاومة، وتبادل المحتوى الفلسطيني لحمايته من الحذف والتقييد، وتناقل المعلومات للتصدي للرواية الإسرائيلية، وتوظيف الوسائط المتعددة في نشر المحتوى الفلسطيني، وحشد الرأي العام ضد الممارسات الاحتلالية في غزة والضفة وجميعها بنسب مرتفعة تترواح بين 78% الى 84%.

وتشير هذه النسب إلى أهمية التيليجرام في دعم المحتوى والرواية الفلسطينية، وتتفق هذه النتائج مع دراسة العجماوي (2024) التي أكدت أن التيليجرام ساعدت كأداة فاعلة في نشر السردية الفلسطينية ودعم المحتوى الفلسطيني. وبالتالي يمكن التأكيد على فاعلية التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية.

  1. الخلاصة

قامت الدراسة بتسليط الضوء على فاعلية التليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية في ظل الحرب الأخيرة على غزة من خلال تقييم الآليات لمعالجة الإشكاليات والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وكشفت الدراسة عن أهمية التليجرام في كونه مساحة آمنة لدعم المحتوى الفلسطيني، وأداة فاعلة  في مساندة الرواية الفلسطينية، وكشف زيف وادعاءات الاحتلال المتعلقة بالأحداث العسكرية في غزة، وفضح الانتهاكات والجرائم التي يمارسونها، وجرائم الإبادة الجماعية في غزة، والرد على الدعاية الإسرائيلية الهادفة لشيطنة المقاومة، وتبادل المحتوى الفلسطيني لحمايته من الحذف والتقييد، وتناقل المعلومات للتصدي للرواية الإسرائيلية، كما توصلت الدراسة إلى تحديد طبيعة المعلومات والأخبار التي يتناقلها الشباب الفلسطيني في التيليجرام في الحرب الأخيرة على غزة ، وكذلك الكشف عن مدى فاعلية التليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني، ومدى تأثيره على المجتمع مستقبلاً، حيث أنه يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب الفلسطيني الذين يبحثون عن الوصول السريع  والآمن إلى المعلومات، مما يفيد المجتمع الفلسطيني في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز الرواية الفلسطينية.

  • النتائج العامة
  • يستخدم الفلسطينيون التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني، ومتابعة الإقتحامات، والمشاركة في نشر الأخبار والمعلومات، ومتابعة أخبار الطرق والحواجز بشكل كبير.
  • فاعلية التيليجرام في دعم المحتوى الفلسطيني وتعزيز السردية الفلسطينية خلال الحرب على غزة مرتفعاً بنسبة (82.8%).
  • ساعد التليجرام في حماية المحتوى الفلسطيني من الحذف والتقييد، ومواجهة الرواية الإسرائيلية والدعاية الهادفة لشيطنة المقاومة، وتزييف الحقائق التاريخية والآنية المتعلقة بالحرب على غزة.
  • ساهم التيليجرام من خلال نشر المعلومات والأخبار في دعم الفلسطينيين معنوياً ونفسياً، وحشد الرأي العام ضد الممارسات الإحتلالية.

2.5. التوصيات

  • تخصيص قنوات في التيليجرام لتناقل الأخبار التي تعزز السردية الفلسطينية .
  • تشجيع المواطنين على عملية النشر والمشاركة في التيليجرام أكثر من مجرد المتابعة.
  • تنظيم محتوى التيليجرام ليكون مخاطباً دولياً وقادراً على حشد الرأي العام لصالح القضية الفلسطينية.
  • إجراء دراسات في كيفية إستخدام التيليجرام لدعم الرواية الفلسطينية بشكل مفصل.

قائمة المراجع:

  • السحيم، اشواق (2021) واقع استخدام معلمات الحاسب الآلي لمجتمعات التعلم عبر تطبيق التليجرام في دعم نموهن المهني في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية، مجلة جامعة ام القرى للعلوم التربوية والنفسية، مجلد 13، ع3، ص 1-27.
  • السيد، وعبد الأمير (2017) الخصوصية في مواقع التواصل الاجتماعي، مجلة الباحث الإعلامي، مج 12/ ع 36، جامعة بغداد.
  • صفوري، أمجد (2021) بعنوان: الشباب الأردني وانتهاك خصوصية الآخرين باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، مجلة انساق، مج 3، ع 2.
  • العجماوي، رباب (2024) استخدام التليجرام كأداة فاعلة في نشر السردية الفلسطينية 2024 قناة “غزة الآن” نموذجاً، مجلة البحوث والدراسات الاعلامية، مجلد 30، ع30، ص 559-608.
  • قرط، كريم (2024) تلغرام: التطبيق الأكثر انتشاراً ذريعة لتبرير التنكيل بالفلسطيني، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، انظر: https://www.palestine-studies.org/ar/node/1655040
  • مكاوي، وحسين، (2004) الاتصال ونظرياته المعاصرة، الدار المصرية اللبنانية، مصر.

المصادر الأجنبية

  • Gonzales,H, Moreno,J (2023) Production and distribution of media news on Telegram, Comunicacion y Sociedad36(1):95-112.
  • Howard,PH (2020) Junk news distribution on telegram: The Visibility of English-language News Sources on Public Telegram Channels,look: https://demtech.oii.ox.ac.uk/wp-content/uploads/sites/12/2020/10/Junk-News-Distribution-on-Telegram.-Data-Memo-v1.1.pdf.
  • Kitsa,M (2024) Telegram news channels: overview, audience preferences, specifics of functioning https://science.lpnu.ua/uk/sjs/vsi-vypusky/number-2-6-2023/novynni-telegram-kanaly-oglyad-vpodobannya-audytoriyi-specyfika, Bulletin of Lviv Polytechnic National University journalism6(2):66-72.
  • Nobari,A.D., Sarraf,M., Neshati,M., &Daneshvar,F.E.(2020). Characteristics of viral messages on Telegram; The world’s largest hybrid public and private messenger. Expert Systems with Applications, 168(3): 114303. https://doi.org/10.1016/j.eswa.2020.114303
5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى